/ / سالم ومحمد تفقدا الأهل معاً وجمعتهما الشهادة أمام منزلهما!

سالم ومحمد تفقدا الأهل معاً وجمعتهما الشهادة أمام منزلهما!

"سالم" و"محمد" تفقدا الأهل معاً وجمعتهما الشهادة أمام منزلهما!

لم تتوقع عائلة الشهيدين "سالم" و" محمد" أبو ستة، القاطنة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أن اللقاء الذي جمعهم مع ابنيهم، بمثابة المشهد الأخير معهما.

وقضى الراحلان يوماً كاملاً على غير عادتهما في البيت الحاضن للعائلة، شاهدا خلالهما جميع الأهل والأحبة على مائدة واحدة.

ومع حلول ساعات مساء ذاك اليوم (الثلاثاء 20/11)، أحد أيام العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، عملا على إخراج العائلة من البيت الواقع بين أشجار الزيتون؛ وذلك نتيجة استهداف الزوارق الحربية للأراضي الزراعية، إضافة إلى استهداف طائرات الـ f16 لتلك الأراضي.

باران بوالديهما

ويسترجع في هذه اللحظات سليمان أبو ستة الشقيق الأكبر للشهيد سالم، ذكريات آخر يوم جمعه في بيت العائلة مع شقيقه الأصغر، وابن أخته الشهيد محمد.

ويشير أبو ستة إلى أن شقيقه الشهيد سالم، يقطن في بيت للإيجار وسط مدينة دير البلح؛ "إلا أن مجيئه لمنزل العائلة كان براً بوالديه الكبيرين، وتفقداً لحالتهما في أيام الحرب الأخيرة".

ويقول: "في ذاك اليوم بالتحديد قضى كل من سالم ومحمد يوماً كاملاً في بيت العائلة، اجتمعنا بهما على مائدة واحدة وجلسة واحدة أيضاً".

ويضيف: "مع دخول ليل يوم الثلاثاء، "وهو اليوم الذي فشل التوصل فيه إلى اتفاق التهدئة"، كانت طائرات الاحتلال والزوارق البحرية تستهدف المناطق الزراعية الواقعة شرق مدينة دير البلح".

ويتابع: "ألح حينها الشهيد محمد إلى إخراج جده وجدته وباقي أفراد العائلة إلى بيتهما القريب، وهو الأمر الذي أشرف عليه برفقة خاله الشهيد سالم".

ونوه الشاب الثلاثيني ذو اللحية السوداء إلى إشرافه مع الشهيدين على إخلاء البيت، وإحكام إغلاقه ثم السير إلى منزل "محمد" القريب من منزل العائلة.

واستدرك: "أثناء سيرنا إلى بيت "محمد" تذكرت شيئاً في البيت، جعلني أعود إلى البيت".
ولحظات قليلة فصلت الأخير عن "سالم" و"محمد" باغتت وقتها طائرة استطلاع إسرائيلية "محمد وخاله سالم"، بصاروخين دوى صوتهما في المنطقة.

وسارع على إثرها جميع آل "أبو ستة" والذين توقعوا استهداف نجليهما، "ليروا المشهد الأليم".

10 دقائق

"سالم مسجى بدمائه على الأرض وحوله الوالد والوالدة تصرخ بأعلى صوتها، أما "محمد" فعيناه متفتحتان والدماء تسيل من جسده السفلي، ووالدته حوله تصرخ وتبكي" بهذا المشهد استطاع"سليمان" الناجي من الاستهداف الإسرائيلي وصف المشهد المؤلم.

أما والدة "محمد" فسارعت" في خضم العويل والصراخ إلى تلقين نجلها البكر الشهادتين، رافعة إصبع السبابة من يده اليسرى "دون وعي"؛ فقام الشهيد بإنزال يده اليسرى، ليرفع إصبع السبابة من يده اليمني ثم يلفظ الشهادتين ويلفظ أنفاسه الأخيرة بعد نظرة تأمل بوالدته استغرقت عشر دقائق أخيرة.

وقاطع سليمان في حديثه عم الشهداء، قائلاً:" لقد أحب الله رجاله، لكثرة التزامهما وحسن أخلاقهما، فاصطفاهما، ونحسبهما من الشهداء عند ربهما".

واعتبر استهداف المدنيين عبارة عن قمة الإجرام الذي يغلب على "الجيش الإسرائيلي"، مطالباً في الوقت ذاته، المقاومة الفلسطينية بمواصلة إعدادها وتجهيزها من أجل الدفاع عن أبناء شعبها.

ولا يعتبر رحيل سالم بحد ذاته فقدانا لوالديه فحسب، بل ترك خلفه زوجة صابرة وثلاثة من الأبناء الذكور "أحمد، محمد، ماجد"، وطفلته "آية" وكلاهما في ربيع الزهور من عمرهما.

ويعمل الشهيد سالم أبو ستة "32 عاماً" في جهاز الأمن والحماية التابع للحكومة الفلسطينية بغزة.

وداع الأبطال

وفي اليوم الثامن والأخير من أيام العدوان الثمانية على قطاع غزة، خرج الآلاف من جماهير مدينة دير البلح في موكب تشييع شهداء "الهمجية الإسرائيلية".

ووقف حينها وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية السابق د. عبد الله أبو جربوع باكياً على فراق "سالم" وعلى جميع الشهداء.

وأثنى أبو جربوع على مناقب "سالم"، قائلاً: "لقد رحل أخي الصغير، بل نجلي الصغير، فرحمه الله كان خير سند ومعين في العمل، وخير شباب في الخلق والحياء".

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق : إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي : إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.